السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في الحقيقة لا أعرف ما الذي يجعلني حزينًا في حياتي، فمنذ سنة بالتحديد كنتُ شخصًا مختلفًا، وكلي طموح ومثابرة على تحقيق مشروعي، ولدي يقين أني سأصل -بإذن الله-؛ لأني أريد أن أتزوج، فمعي عون إضافي عن أي شخص عادي، وأنا أشتغل على نفسي دراسيًا، وأستمع للدروس، وإلى حد ما هناك تقدُّم كبير، فالمشروع لو كانت به مشكلة بالصبر واليقين سأصل، ولو اضطررت لتغييره فسأغيره، وبنفس اليقين.
كنتُ أبحث عن أسرة متدينة لأتقدم لهم، ولما كلمت أهلي حصلت مشادات كبيرة، لأني كنت ملتزمًا، ويظهر من كلامي أني أستمع لكلام الشيوخ، فكان هناك قلق من سلوك التطرف على حد نظرتهم.
المشروع توقف، وأنا بدأت أقلل من مشاهداتي للشيوخ، أو أتفرج عليهم سرًا، حتى يهدأ أهلي، ووقعت في ذنوب الخلوات، وغض البصر ضعف، وأحس بحزن من كليتي، رغم أنها كلية يتمناها الناس -كما قالوا-.
عندما أقرأ عن اثنين متحابين أبكي، وتوقفت عن الدعاء بالزواج لكي أقلل من اهتمامي بالموضوع.
ليس لي أصدقاء مقربون أتكلم معهم، والكلية كلها ضغوط، إلى أن كرهتها، وأحس أنها لا تستحق.
أنا لا أريد المال، ولا هو موضوع جنس، أنا أبكي لأني أذنب، أبكي لأني أعرف أني سأُحاسب، لأني أرى شبابًا بشهادة الإعدادية يعملون في أماكن، ويأخذون مرتبًا مثل الذي سآخذه بعد الكلية بأربعة أضعاف.
أريد أن أبتعد عن الحرام، وحتى الحرام لا يُشبع -أقصد إطلاق البصر- عندما أفعله أحس أني خسرت الدنيا والآخرة، أحس أني ضعيف أمام نفسي.
هل من المعقول أن الزواج يجعلني أبكي؟ ما الذي في الدنيا كلها يستحق ذلك؟ عندما فشل المشروع، وكل شيء كنت أعمل عليه ضاع -للأسف- جاء في نفسي: أين وعد الله؟ وعلمت أن وعد الله ليس شرطًا أن يأتي في الوقت الذي أريده، أهلي قادرون على تزويجي، ولكنهم يماطلون في البحث عن كاملة الأوصاف، رغم أني طلبت منهم مرارًا.