السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بلغت عندما كنت في الثانية عشرة من عمري -قبل أربع سنوات- وقد كنت أصلي -ولله الحمد-، ولكنني كنت أمارس العادة السرية لمدة سنتين، وبصراحة كنت أشعر في نفسي أنها محرمة، ثم في إحدى الأيام شعرت أنني أمام الناس فتاة ملتزمة وذات أخلاق جيدة، فشعرت بالخزي من نفسي وتوقفت عن ممارستها.
الآن أنا أقضي صلوات تلك السنتين؛ لأنني لم أكن أعلم شيئًا عن المني، ولا الجنابة، ولا وجوب الاغتسال كذلك، عليَّ قضاء صيام شهرين؛ لأنني كنت أمارسها حتى في رمضان.
المشكلة أنني تأتيني وساوس تخبرني أنني كنت أعلم بحكم نزول المني في رمضان، وأنه يبطل الصيام، وأن عليّ كفارة كبرى، ولكنني لا أتذكر أن كان هذا صحيحًا، والتفكير في قضاء هذه الصلوات يذكرني بالماضي، وهو أسوأ ماضٍ بالنسبة لي، وتذكره يسبب لي ضيقًا نفسيًا شديدًا، ويجعلني أتمنى الموت، وأحسد أخواتي؛ لأنهن لم يبلغن بعد.
فما توجيهكم؟ هل أنسى هذه الأوهام التي لا أعلم إن كانت صحيحة أصلاً، أم ماذا؟
لا أعلم ما الذي يحدث لي، في كل مرة أكتشف أن صلواتي كان بها خطأ، فأصححه في الصلوات القادمة، صرت لا مبالية وكثيرة الحزن، ولم أعد أسعى لتحقيق حلمي.
أشعر أنني صرت بعيدة عن الله، وكل ما أخشاه أن يصيبني القنوط بسبب هذا الفتور، أعلم يقينًا أن رحمة الله واسعة، ولا أزال أنتظر تحسن وضعي، رغم علمي أن الله -سبحانه وتعالى- لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، لكنني لا أعرف كيف أبدأ هذا التغيير.
وأريد أن أضيف أنني أعاني من وسواس النجاسة، وأخشى أحيانًا من الكفر -والعياذ بالله-، ولا أعلم أيضًا كيف أداوم على أذكار الصباح والمساء، ولا أعرف كيف أنظم وقتي.
والحمد لله على كل حال.