الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجة أخي متساهلة في التعامل مع الأجانب، فكيف ننصحها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زوجة أخي تقوم بتصرفات لا يرضاها أخي، مثل: خروجها من المنزل دون علمه، وتواصلها مع أشخاص لا ينبغي لها التواصل معهم، كأبناء إخوتي وأخواتي من الشباب، وتتحدث معهم بأسلوب جريء للغاية، لدرجة أننا نحن –كأفراد من العائلة– نخجل من مخاطبتهم بهذه الطريقة.

المشكلة أن بناتها بدأْن يتطبّعن بطباعها الجريئة؛ فلديها بنتان، الكبرى 15 سنة، والصغرى 10 سنوات، وكذلك لديها ولد عمره 17 سنة، وهو لا يرضى بما يحدث، لكنها تواجهه بالصراخ وتهدده بالغضب والعقاب الشديد لو حاول التدخل.

علمًا أن أخي كان قد همّ بطلاقها أكثر من مرة بسبب تصرفاتها، وإن حاولنا نصحها، فإنها تتظاهر بالالتزام أمامنا، لكنها لا تغيّر من سلوكها شيئًا، بل تتظاهر بالالتزام أيضًا أمام أخي، ثم تعود إلى ما كانت عليه.

أفيدوني ماذا أفعل في هذه الحالة؟ هل يجب عليّ التزام الصمت عمّا يحدث في بيت أخي؛ خشية العواقب التي قد تترتب على معرفته، أم يجب أن أُعلمه بما يجري، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، على الأقل بناته؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأخلاق زوجة الأخ وأبنائه، نسأل الله أن يُصلحهم، وأن يهديهم لأحسن الأخلاق والأعمال، فلا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

إذا كان الأخ على علم بما حصل وناقشها في الأمر وهي تتظاهر بطاعته؛ فأرجو أن تستمري في نصحها، وأرجو أن تقتربي منها ومن البنات أكثر، وتُشجعي هذا الابن حتى يقوم بدوره، لأن دورك هو النصح، والتذكير بالله تبارك وتعالى.

إذا كان الأخ على علم بالبدايات وبينهما مشكلات في هذا الاتجاه؛ فلا ننصح بالمسارعة في إدخاله مرة أخرى، ولكن أرجو أن تقومي بدورك، فلها عليك حق النصح، ولأبنائها وبناتها حُسن التربية والتوجيه، وتأييد هذا الابن -ابنها-، والذي بدأ ينصحها، وتذكيره أيضًا بواجباته من الأمور المهمة، وهي من المبشرات، ومثل هذا الشاب يحتاج إلى دعم وتشجيع، حتى يقوم بدوره في غياب والده.

ولكن أكرر مرة أخرى: لا نريد التصعيد؛ فليس فيه مصلحة، ولا مانع من سؤال الأخ عن أحوال أهله، إذا كان ذلك نافعًا، أمَّا اتهامه وأن نقول له: الأمر لم يتحسّن أو نحو ذلك؛ فهذا قد لا يكون فيه مصلحة، وعليك أيضًا التقدير هل وجودها مع الأخ هو الأفيد، أم إذا حصل الطلاق؛ فإن الفساد لها وللأبناء قد يكون أكبر وأخطر وأكثر، وبالتالي أنت عليك أن تقومي بدورك في منتهى الحكمة، وعليك دعاء الله تبارك وتعالى أن يهديها.

وكما قلت: بالنسبة لبنات الأخ هن بنات لك، وبنات لإخوانك وأخواتك، ويجب الاقتراب منهن ونصحهن، والابن هذا أيضًا هو مفخرة، مثله ينبغي أن يُشجّع حتى يقوم بدوره، فإنه من أحسن ومن أكبر مَن يمكن أن يُؤثّر على أُمِّه وأخواته، فعلينا أن ندعمه ونشجعه حتى يستمر في هذا الاتجاه الصحيح، ولكن بالحكمة والكلام الطيب، الذي ينبغي أن يقوم به الأبناء في غياب آبائهم، وهو في عمرٍ يُؤهّله لفهم هذه الأمور، وعليك أن تساعديه حتى تكون معالجاته ونصائحه بالحكمة وبالطريقة الصحيحة.

نسأل الله أن يُصلح نياتنا وذُريَّاتنا وأحوالنا، وأن يهدينا جميعًا للحق وللصواب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً