السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
بعد وفاة والدي بسنتين، تزوجتُ وقمتُ ببناء طابق فوق بيت العائلة؛ حتى أكون قريبًا من والدتي، وأساعدها فيما تحتاج إليه.
والمشكلة تكمن في أختي الصغرى المتزوجة، التي تأتي كل سنة لزيارة والدتي، وخلال زيارتها تقوم بإهانة والدتي لفظيًا وإرهاقها نفسيًا وماديًا، حيثُ خصصنا مبلغًا من أموال العائلة ليكون مصروفًا لوالدتي، لكن أختي ترى أن لها حقًا في هذا المبلغ.
في آخر زيارة لها نصحتُها بأن لا تسبَّ ولا تهين والدتي، لما يترتب على ذلك من إثم وعواقب أخرى، لكنها قامت بسبِّي وإهانتي، وقالت: إن علاقتي بوالدتي قائمة على مصلحة خاصة بي، وإنها لا تحب أن تأتي إلى بيت العائلة بسببي وبسبب والدتي، وإنها جاءت هنا لقضاء العطلة مع أولادها في حصتها من ميراث والدي، وإن لها الحق في المكوث في بيت العائلة، علمًا بأننا لم نتطرق لموضوع مجيئها، ولم نقل لها أي شيء يسيء إليها، ولم نمنعها من المجيء إلى بيت العائلة، بل على العكس، نحن نرحب بها، ونسأل دائمًا عن موعد قدومها إلينا؛ لأنها تعيش في مدينة أخرى.
وقامت بتحريض أختي الصغرى عليَّ وجعلتها في صفها، وأنا جالس أتفرج على ما يحدث أمامي، ولم أقل شيئًا لأدافع عن نفسي، فقط قمت بالذهاب إلى بيتي، وعندما أجلس معهم يقومون بإهانة زوجة أخي الكبير في غيابهم، وعندما يجلسون مع أخي الكبير، يقومون بإهانة زوجتي، وفي آخر جلسة قاموا بإهانة زوجتي، ولكنني لم أقل شيئًا، فقط حمدت الله على كل شيء.
عادةً بعد إهانة زوجة أخي يأتي أخي وزوجته ويجلسان معها، ويخرجان معها، كأن شيئًا لم يكن، فقلت لأخي أن يحذر ممَّا يكيدان، وأن يوصي زوجته بأن تحفظ لسانها معهم، ولا تخبرهم شيئًا عن حياتها معك، فقام أخي بإبلاغهم بما قلت له، فزاد ذلك الطين بلة، وأصبحتُ منبوذًا بينهم، وأصبحتُ أنا على حدِّ قولهم "الفتّان".
والآن أنا لا أكلمهم وأتحاشاهم بشكل تام، حيث إن والدتي قد سافرت، وهم ما زالوا في بيت العائلة، ولا أريد أن أقع في مشاكل عائلية معهم، ولكنني ما زلت محافظًا على بر والدتي وأساعدها، وأتصل بها للاطمئنان عليها.
فماذا يجب علي أن أفعل؟ لا أريد أن أكون قاطع رحم، ولا أريد أن يؤذوني بكلامهم لأني شخص عصبي بطبعي، ولكن بعد وفاة والدي قمت بتهذيب نفسي -ولله الحمد والفضل-، وعندما أرى أنني أتجه للغضب، أقوم وأغادر المكان حتى تهدأ نفسي، وأنسى ما حصل، وأعود بنفسية نظيفة وهادئة، وأنا أعلم يقينًا أنهم سيقاطعونني، وسيرمون كلامًا لاستفزازي، ولذلك لا أريد أن أتواصل معهم.