السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والدي يعاملني معاملة سيئة، ولكنه يُنفق عليّ، لكن كثيرًا ما يفتعل معي مشاكل بدون أي سبب، أو ربما لأسباب تافهة لا تستحق كل ما يحدث بعدها، وكما يقال: "يعمل من الحبة قبة"، ويتحدث عني بكلام لا يمت لي بصلة، ودائمًا يذكرني أمام إخوتي وأهلي بالسوء، وأنا دائمًا أرى في عينيه كرهًا تجاهي، ولا يبتسم في وجهي أبدًا.
كل هذا بدأ بسبب موقف حصل منذ فترة طويلة، حوالي أربعة أو خمسة أشهر، صحيح كنتُ مخطئًا وقتها، لكن كان هو السبب في انفعالي، وهذا الموقف الذي حدث كان يستدعي ما بدر مني، ومع ذلك اعتذرت له، وتوسلت أن يسامحني، وقبّلت رأسه ويديه وقدميه، وبكيت أمامه من شدة إحساسي بالندم، رغم أنه هو من تسبب بالمشكلة، لكنه لم يقبل اعتذاري.
بعد ذلك كنتُ أبرّه وأسمع كلامه وأطيعه، وأعامله بالحسنى كما أمرني الله، لكنه ظل يعاملني بطريقة غير جيدة، ورغم ذلك واصلت معاملته بالمعروف، والآن في هذا اليوم سمعته يتحدث عني مع عمتي في الشارع بطريقة سيئة جدًّا، وينسب إليّ صفات لا تمت لي بصلة.
عندما أكلمه في أي شيء -حتى لو كان حديثًا عاديًا- يقول لي: "الله يصبرني على هذا الابتلاء"، وكأنه يرى أن الله خلقني فقط ليبتليه بي! لكن والله يعلم أني لستُ ابتلاءً، بل أنا أطيب شخص في هذا البيت، وأحب كل أهل البيت باستثناء والدي؛ لأني رأيت منه الكثير من المواقف التي أوغرت صدري نحوه، وفي مرة رفع السكين على رقبتي، وهناك مواقف كثيرة مشابهة.
وبسبب هذه التراكمات انفعلتُ وقلتُ له كل ما في قلبي، وقلت له: (لا أحبك، وأبادلك نفس شعورك تجاهي)، لأنه كثيرًا ما يقول لي: (أنا منقرف منك، أقرف من شكلك، لا أطيقك، لا أطيق المكان الذي تجلس فيه)، وهو لا يقصد النظافة الشخصية، لأني -والحمد لله- أتحمم كل يوم وأتنظف، فالمشكلة ليست في النظافة.
أنا متعب جدًّا، لقد سبَّب لي مشكلات نفسية كثيرة، والله، لقد حاولتُ مرارًا الجلوس معه حتى نتصافى ونحلّ مشكلاتنا، وتكون علاقتنا كأبٍ وابنه علاقة طيبة، لكنه يرى نفسه دائمًا على صواب، ويعتقد أنه من الطبيعي أن يُحمّلني فوق طاقتي، وأنه يجب عليّ أن أتحمّل ذلك، لكن -والله العظيم- لقد تعبت منه كثيرًا، وقلبي يؤلمني ويتألّم من معاملته التي لا أجد لها أي مبرر.
سؤالي الآن: في ظل هذه التجربة الصعبة، ما الذي يريده الله مني ومن والدي؟ وهل مشاعري المضطربة هذه تحجب استجابة دعائي وصلاتي؟