السؤال
لديّ صديق يشكو إليّ حاله مع صلاة الفجر. فهو يُصلّي جميع الصلوات في المسجد، وملتزم بها، ولكنه في الفترة الأخيرة بدأ يُقصّر في صلاة الفجر، حتى إنه أحيانًا لا يقوم إليها، ولا يصليها في بيته حتى يخرج وقتها.
حاولت أن أنصحه: كأن يُخبر أهله أن يوقظوه، وأن يضبط المنبّه، ويحرص على أذكار النوم، ونحو ذلك. بل إن أهله بدؤوا يضغطون عليه ويوجهون له اللوم بسبب تقصيره.
وما جعلني أستغرب من حاله، أنه حين بدأ أهله يضغطون عليه، ازداد تقاعسًا عنها أكثر فأكثر. ومما فهمت من كلامه، أنه لا يُحبّ أن يأمره أحد بطاعةٍ أمرًا مباشرًا، فهو -كما يقول- يحب أن يعمل العمل لله خالصًا من قلبه، دون تدخّل من أحد.
بعد أن قال لي ذلك، لم أرد أن أزيد الضغط عليه فأُفاقِم حالته، بل رغبت في الترفق به. لذا؛ أطلب فتواكم الكريمة، حتى أعلم ما الذي يمكنني أن أقوله له في المرة القادمة، بأسلوب شرعي مناسب.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان تقصير صديقك في صلاته بسبب التكاسل والإهمال، فلا تستحيي من تذكيره بخطورة التهاون في الصلاة، لا سيما صلاة الفجر، فهي الصلاة الوسطى في قول كثير من أهل العلم، وقد أمر الله تعالى في كتابه بالمحافظة عليها خاصة بعد أن أمر بالمحافظة على الصلوات عامة، وراجع الفتوى: 308275.
وأعلمه بأن تنبيهه عند تقصيره في الصلاة أمر بمعروف، مطلوب من أهله، وممن علم به إذا لم يقم به غيره، وأن تنبهه لصلاته، وفعله لها بسبب تنبيهه عليها لا يخل بإخلاصه، فليتق الله تعالى، وليحافظ على صلاته، ولا ينزعج ممن أمره بالصلاة عند غفلته عنها، وكان المتوقع، أو المفترض أن يدعو له بالخير، بدلاً من أن ينزعج منه.
وليحذر من الوعيد الوارد في قوله تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ {البقرة: 206}.
وللفائدة راجع الفتاوى التالية: 168907، 119406، 138634.
والله أعلم.