الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من نسب تصاميم لنفسه وتقدم بها لوظيفة فلم يحصل عليها

السؤال

لقد أخطأت، ونسبت أعمال آخرين في التصميمات لنفسي لفترة من الزمن داخل محفظتي الإلكترونية. قمت بمسح بياناتهم الشخصية من النسخة التي لدي، وتقدمت لوظيفتين أو أكثر باستخدام هذه الأعمال، ولكن لم أستفد من تلك الوظائف، فلم أحصل عليها. ثم قمت بحذف التصميمات. هل من الأفضل أن أتواصل مع أصحابها وأطلب منهم السماح، علماً أنني لا أستطيع الوصول إلى بعضهم؛ لأنني لا أملك بياناتهم للتواصل معهم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسبتك أعمال الآخرين في التصاميم لنفسك، ووضعها داخل محفظتك، ثم تقدمك لوظيفة أو اثنتين بهذه التصاميم؛ حيث توهم الجهة التي تتقدم لها أن هذه التصاميم من إنجازك، وهي ليست كذلك؛ هذا غش وتزوير، وتشبع بما لم تعط؛ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المتشبع بما لم يُعط، كلابس ثوبي زور. متفق عليه.

وقد قال صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئًا فجلس، فقال: ألا وقول الزور، وشهادة الزور، ألا وقول الزور، وشهادة الزور، فما زال يقولها، حتى قلت: لا يسكت.

وعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ومن غشَّ فليس منا. رواه مسلم.

واحمد الله أنك لم تحصل على هذه الوظائف بهذا الغش، فإن الله لطيف بعباده، لم يقدّر لك نفعًا بهذه التصاميم المسروقة، فنجاك برحمته.

أمّا فيما يتعلق بأصحاب هذه التصاميم؛ فإن كان أصحاب هذه التصاميم لا يمنعون استخدامها، والاقتباس منها؛ فلا شيء في ذلك من جهة حقوقهم، لكن نسبتها لنفسك وكأنها عملك، غشّ؛ كما قدمنا.

وإن كانوا أخبروا بقول، أو كان ذلك معروفًا بالعرف أنهم لا يبيحون استعمالها بدون إذنهم؛ فتكون هذه التصاميم مما يدخل في حقوق الملكية الفكرية، وهي محفوظة لأصحابها.

وما دمت لم تنتفع بها، فاستغفر الله مما فعلت، وادع لأصحاب هذه التصاميم.

وعليك التوبة بالندم على ما فعلت، والعزم على عدم العودة إليه. وانظر لمزيد من الفائدة الفتويين: 171967، 485857.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني