الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أذية الآخرين، والتوبة منها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنتُ في علاقة محرمة مع شاب، وتركتُ العلاقة به من أجل الله، وذلك في عمر الخامسة عشرة، وآذيتُ ذلك الشخص وكنتُ أتحدث عنه بالسوء، وقال: لن يسامحني، رغم محاولاتي الصلح، فهل سأظل أُحاسب على الذنب؟ وهل يُحاسبني الله على ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بكِ -ابنتنا الكريمة- في موقعكِ إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يحفظكِ، وأن يبارك فيكِ، وأن يعفو عنكِ، وأن يغفر لكِ، إنه غفور رحيم.

لا شك أن ما قمتِ به أمر محرم، وعاقبته شديدة إن لم يتب العبد من ذلك، ونحن لا نعرف بالضبط أين وصلت بكِ وبذلك الولد تلك العلاقة، وإنا لنرجو الله أن تكون مقتصرة على الحديث، فهذا وإن كان محرمًا إلا أنه أقل شرًّا وضررًا من غيره، نسأل الله أن يعفو عنكِ، وما حدث منكِ من حديث عن الولد أمر لا يجوز شرعًا، ولا يحل لمسلمة أن تفضح مسلمًا، وعليكِ التوبة والاستغفار من هذا الأمر، وهو كافٍ لكِ بأمر الله.

ذكرتِ أنكِ تبتِ إلى الله تعالى، وإننا نحمد الله عز وجل على ذلك، لكن يجب عليكِ ما يلي:

1- عدم العودة إلى مثل هذا الذنب مرة أخرى، والحذر من التهاون في مقدماته، هذا مع الندم الشديد على ما وقعتِ فيه، وكثرة الاستغفار لله تعالى.

2- تجنب التواصل مع الولد بأي صورة من الصور، ومسح رقم هاتفه من عندكِ، وتغيير رقم هاتفكِ، وكل الوسائط الإلكترونية التي كان يتواصل بها معكِ.

3- لا تتحدثي في هذا الموضوع مع أي أحد، وإن أتاكِ خاطب وسأل عما مضى فلا تخبريه بشيء، فقد تبتِ إلى الله عز وجل، والستر واجب. نكرر: احذري تحت أي وعد أن تحدثي أي أحد بما كان، وخاصة الخاطب، فإن الناس لا تغفر، فاحذري.

وأخيرًا: كلام الولد بأنه غير مسامح لا يضر توبتكِ، ولا يوجب عليكِ فعل شيء، بل الله عز وجل إن وجد منكِ الصدق في التوبة والندم على ما مضى غفر لكِ فهو الغفور الرحيم، فأمّلي في الله خيرًا، ولا تفتحي هذا الموضوع مع أي أحد.

نسأل الله أن يحفظكِ، وأن يرعاكِ، وأن يغفر لكِ، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً