الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عجلة وتسرع في القيام بالأعمال اليومية

السؤال

السلام عليكم.

من إحدى طبائع الإنسان التسرع والعجلة، خصوصاً إذا كان يعاني من التوتر والقلق، فتجده يتعامل مع أعماله اليومية بالعجلة؛ خوفاً من أن شيئاً سوف يحدث مكروهاً فيقلق ويتوتر، فما العلاج للعجلة؟ خصوصاً إذا تطبع به الإنسان، ولا يستطيع أن يتركه، فتجده قلقاً حتى في دعائه، فما الحل إذا كان التعجل في طبيعته؟ بحيث يجد صعوبة بالغة في التصرف بهدوء.

أرجو عدم إهمال رسالتي، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رجى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذا سؤال جيد حقيقة، وفعلاً فالعجلة والقلق والتوتر مرتبطة ارتباطاً وثيقاً، والإنسان العجول يكون دائماً في سباق مع الزمن وفي سباق مع نفسه، والإنسان بطبعه عجول كما هو معروف، والعجلة في كثير من الحالات تكون متصلة بالقلق، والقلق في حد ذاته يؤدي إلى التسرع، إذن إذا عولج القلق إن شاء الله سوف تخف هذه العجلة.

هنالك تمارين نفسية يمكن للإنسان أن يقلل من العجلة وهي ما يعرف بالتواصل الزمني، في التواصل الزمني يجلس الإنسان ويضع لنفسه برنامجا يقول: أنا سوف أجلس وأقرأ في هذه الصحيفة لمدة عشر دقائق ويلتزم التزاماً قاطعاً بذلك لا يزيد ولا ينقص أبداً، ثم على سبيل المثال يقوم بمهمة أخرى ويقول: سوف أقضي هذه المهمة في نصف ساعة، أي يكون هنالك تحديد قاطع وجازم للزمن، وهكذا يبني الإنسان المدة الزمنية ويطيلها بالتدريج، حتى إن شاء الله يساعده ذلك في التطبع على أن يقلل من العجلة.

قد يقول البعض: إن هذا الكلام سهل من الناحية النظرية ولكنه صعب من الناحية التطبيقية، صدقيني أيتها الأخت الفاضلة أن الناحية التطبيقية أيضاً ممكنة جداً وقد أدت إلى نجاحات كبيرة، فقط على الإنسان أن يحدد المهمة وأن يحدد الزمن الذي سوف يقوم باستهلاكه في قضائها، ويلتزم بذلك ويكرر ذلك 4-5 مرات في اليوم.

ثانياً: وجد أن ممارسة الرياضة تساعد جداً في تقليل القلق والتوتر، خاصة القلق الذي يؤدي للاندفاعية الزائدة؛ لأن الاندفاعية الزائدة تؤدي أيضاً إلى القلق والتعجل.

ثالثاً: وجد أيضاً أن تمارين الاسترخاء -أياً كانت- إذا كانت لاسترخاء العضلات أو عن طريق التنفس، كلها تساعد أيضاً إن شاء الله في تخفيف القلق والتوتر وتجعل الإنسان أكثر صبراً.

رابعاً: لا شك أن هنالك أدوية فعالة جداً لعلاج القلق والتوتر، وهي تساعد إن شاء الله في أن يقلل الإنسان من قلقه، من أفضل الأدوية التي ننصح باستعمالها عقار يعرف باسم فلونكسول، وجرعة البداية هي نصف ملج حبة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين، ثم ترفع هذه الجرعة إلى حبة صباحاً ومساء لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض إلى حبة واحدة في اليوم لمدة شهرين، ثم يتوقف عنها الإنسان.

وأخيرا: هنالك طرق أيضاً تساعد في تقليل التعجل وهي الارتباط بالجماعة، فالإنسان حينما يرتبط بجماعة ما في أي مهمة يريد أن يقوم بها، سوف ينضبط بانضباط هذه الجماعة ويتبع الطريقة التي تقوم بها والزمن الذي سوف تستغرقه، إذن: فاتباع الجماعة سيكون جيداً في حلقات الدراسة، في حلقات التلاوة، في الزيارات، كلها إن شاء الله تساعد، ودائماً الإنسان يحاول أن يقتدي بأكثر الناس هدوءاً وغير المتعجل، أو الإنسان الذي يتصف بالتؤدة والتمهل، وقد كان ذلك عند العرب من الصفات الحميدة في سابق الزمن.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً