السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا أعلم كيف أبدأ حديثي، ولكنني متأكدة بأنكم بفضل الله، ثم باستشارتكم، سأقضي على ما أعاني منه.
أنا فتاة أبلغ من العمر 27 سنة، أعاني من القولون منذ عمر 13 سنة، وقد أكملت دراستي الجامعية بمعدل عالٍ، ولله الحمد والفضل والمنة، منذ صغري وأنا أعاني من أمور عدة، جعلتني أكبر وأنا محطمة، وثقتي بنفسي مهزوزة من كل الجوانب، ففي صغري كنت أتلقى كلامًا جارحًا، النقد السلبي، والاستهزاء الذي يكسرني من الداخل، كنت دائمًا أشعر أني أقل من أفراد عائلتي كلهم، من جميع النواحي، كانوا دائمًا ينادونني بلقب معين، صرت أستحي من شكلي ومظهري، برغم صغر سني، إلَّا أني كنت أتمنى أن أكبر بسرعة لأغطي وجهي، لأني أخجل منه.
كنت أشعر أن الناس سيظنون أني خادمتهم، لأن جميع من حولي كانوا يشبهونني بهن، ويقلدون أصوات الخادمات عندما يتكلمون، كانوا يستهزئون بطولي، وبطريقة كلامي، وبأني غبية لا أعرف كيف أتكلم، والله إني أكتب ودموعي على خدي، والله ما أحسست بطعم الطفولة، لأني كنت أستحي أن ألعب، فأنا أخجل من شكلي وطولي، وكل ذلك أثر عليّ، لم أكن أعلم أنه كان بإمكاني أن لا أُعير أحدًا أي اهتمام لما يقوله، وأنا الآن أعاني والله، وحاولت مرارًا وتكرارًا أن أغير من نفسي وفكري، ونظرتي عن نفسي، ولكن لا جدوى، والله تعبت، ولم أقدر على تغيير ما تم ترسيخه في عقلي منذ صغري.
نشأت وكبرت، وبداخلي طاقة سلبية، دائمًا أتوتر عند أداء المهام أو المطلوب، وأقلق عندما أقوم بأي عمل، وأتملل بسرعة، ولا أستطيع أن أُنجز شيئًا على أكمل وجه، عزيمتي تكون قوية وتضعف مع الأيام، وأجاهد، ولكن لا أستمر، ولا أحب أن يطلب مني أحد أي مهام، فأنا لا أطيق الشغل لأني أتعب بسرعة، وأشعر أنه لا طاقة لي، دائمًا أشعر بالخمول والكسل، وتعكر المزاج السريع، والحساسية المفرطة.
أنا عصبية ومندفعة في الحكم والكلام، وأشعر بحزن في داخلي دائمًا، وبضيق، لا أنكر أني أضحك وأسعد بمن حولي، ولكن سرعان ما يتعكر مزاجي، وأكتئب وأتملل، خوفًا من أداء أي عمل، الإحساس بالفشل دائمًا، حتى وإن مدحني الناس على ما قدمته، أشعر أنه ناقص، وأنهم يجاملونني لأكون واثقة من نفسي، ولا يجرحونني، لم أُنجز أي شيء في حياتي إلى الآن، لا أفرح بما قدمت، ولا أشعر بأني جميلة ومرتبة، حتى وإن مدحني الناس.
أكره الخروج مع أمي وأخواتي، ودائمًا أشعر أني أقل منهن، وممن حولي من الناس، شكلًا ومظهرًا ومضمونًا، ولا أستطيع الكلام، فأضطرب في الكلام وأتوتر، وهذا يضايقني ويجعلني أتملل.
في أوقات كثيرة أحب الخروج مع أهلي، وأشعر أني متسامحة معهم، ولكن مع أي مشكلة أشعر أني أكرههم وبقوة، وفي الحقيقة أشعر أن بداخلي كرهًا لهم.
أجاهد على صفاء قلبي، ولكني مكسورة منهم، فأنا أضحك وأتكلم مع الكل معهم ومع الناس، وأمزح وأخرج، ولكن بداخلي شيء يجعلني أنعزل عنهم في أوقات كثيرة، ولا أحب الخروج معهم، أفضل العزلة عنهم وعن الناس كثيرًا.
أنا بداخل البيت كسولة غير مُنجزة، وكئيبة، لا نافعة لنفسها ولا لغيرها، كالجماد! ولا أطيق أحدًا، وأتكلم بعصبية أو بتأفف وسطحية، ولكن عندما أذهب إلى الجامعة أو أُخالط الناس يكون العكس! وأشعر بنشوة حب المساعدة، وبتحفيز الغير، وأتكلم نوعًا ما بشكل أفضل، وأستمتع بكل عمل، عكس البيت، فإني أشعر بملل وخمول، ورغبة في ترك الشيء، أشعر بتأنيب الضمير دائمًا، لأني أشعر أني منافقة، ولا خير لي مع أهلي، ولكن مع الناس جيدة جدًا.
عندما أُكلف بمهام، أكون متفاعلة وقوية الثقة، ولكن سرعان ما أتهرب من الشغل وأشعر بخوف أو ضعف ثقة، وبأني سأفشل، أو لن أقوم بالعمل جيدًا، كما أشعر أني لا أُقدر أمي وأبي، وما قدماه لي، ومللت من نفسي، فأنا أسعى لتغييرها منذ سنين، دون جدوى.