الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شخصيتي وسواسية، وأعاني من تسارع نبضات القلب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب بعمر 19 سنة، طولي 186 سم، ووزني 72 كجم، مررت بضغوط وموجات هلع وقلق، وبعد صدمة تعرضت لها، والحمد لله، شعرت بالراحة، أنا من النوع الذي يميل إلى الوسوسة بشكل كبير، وعندما أريد قياس ضغطي، تزداد نبضات قلبي، وتفوق المئة نبضة في الدقيقة، أشعر بخوف وارتباك شديدين، وتزداد قوة نبضات قلبي، حتى أني أحس أن قلبي سيخرج من صدري، في تلك الحالة، أقيس ضغطي وأجده 140/70، ثم أرتاح قليلاً، وتبدأ نبضات قلبي بالانخفاض، وأقيس مجدداً وأجده 135/67.

أكرر القياس مرات عديدة، وأجد الضغط ينخفض تدريجيًا حتى يصل إلى 121/65، على الرغم من أن الاكتئاب يراودني، وحالتي النفسية ليست جيدة، كانت هذه المرة الأولى التي أقيس فيها ضغطي، وبعد 4 أيام أعدت القياس، وحدث معي نفس الأمر: أول قياس كان 137/75 ثم انخفض إلى 124/65، وما زلت أشعر بعدم ارتياح وتوتر كبير.

حقيقةً أتمنى أن ينخفض ضغطي إلى ما كان عليه سابقاً وهو 115/60، وقد بدأت أشعر بصداع، فما سببه؟ هل هذا بسبب الوسواس؟ وهل ضغطي يستقر عند 120/65 ولا ينخفض إلى 115 بسبب خوفي وتوتري أثناء القياس؟ وما مدى صحة التطبيقات الموجودة على نظام الأندرويد لقياس الضغط، علمًا أنها تباع بمبالغ مالية وليست مجانية؟

أريد أن أعرف مدى صحة هذا الكلام: طريقة قياس الضغط من دون جهاز، تعتمد في حالات الإسعاف والطوارئ في الأماكن المقطوعة والبعيدة عن المشافي والمراكز الصحية، مبدأ هذه الطريقة هو أن يقف الشخص بجوار جدار مستوٍ، ويضع يده مبسوطة للأسفل على الجدار، ثم يدفع الجدار ويضغط عليه لمدة دقيقة كاملة، وبعدها يترك الجدار ويلاحظ حركة يده، فإذا كانت حركة يده للأعلى، يكون الضغط مرتفعًا، أمَّا إذا كانت الحركة للأسفل فيكون الضغط منخفضًا، ويكون الضغط طبيعيًا إذا لم يحدث تغير في حركة اليد.

بارك الله فيكم، وجزاكم خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ففي مثل هذا العمر -مثل عمرك أنت- من الصعب ارتفاع الضغط إلَّا بسبب التوتر والقلق أو الخوف من الأمراض، والأطباء يلاحظون هذا الأمر حال تواجدك في العيادات، ويسمى الارتفاع في تلك الحالة "ارتفاع ضغط المعطف الأبيض" (White coat hypertension)، كناية عن تواجد المريض داخل المستشفيات والعيادات الطبية؛ مما يساعد ذلك على زيادة إفراز هرمون الخوف المسمى الأدرينالين، الذي يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في الضغط.

متوسط ضغط الدم هو 120 / 80 في البالغين، وقد يقل إلى 110 / 70، ولكن وصول الضغط الانبساطي إلى 65 يشير إلى انخفاض الضغط، وليس إلى الضغط القياسي، والارتفاع المؤقت للضغط بسبب الخوف المرضي، وليس بسبب الوسواس، حيث إن الوسواس القهري موضوع مختلف تماماً عن الهلع أو الفوبيا.

التطبيقات الموجودة في الأجهزة قد تقيس النبض، ولكن قياس الضغط يكون غير دقيق، بل يكون تقريبياً، وما ذكرته عن قياس الضغط بالوقوف بجانب الجدار ليس له أساس علمي، ولا علاقة لهذا الكلام بقياس الضغط، وقد يفيد في تشتيت الذهن عن التفكير في أمر ما، وتهدئة الحالة النفسية المتوترة، لا أكثر ولا أقل.

الطريقة الصحيحة لقياس الضغط تكون في ظروف مواتية، في الصباح الباكر، عن طريق جهاز زئبقي، أو جهاز إلكتروني معاير بمعرفة ممرض أو طبيب صديق في المنزل، أو في أقرب صيدلية، حيث يكون الإنسان في أحسن حالاته قبل تناول القهوة والشاي، وقبل التوتر والانفعال، ولا داعي لقياس الضغط في العيادات، لتفادي القلق والتوتر، مع ضرورة إنقاص الوزن، إذا كنت تعاني من السمنة أو زيادة الوزن.

من الممكن تناول كبسولات فيتامين (د) بجرعة 50000 وحدة دولية كل أسبوع كبسولة لمدة 4 شهور لتقوية العظام، مع الحرص على شرب الحليب وتناول منتجات الألبان. وإذا استمرت حالة القلق والتوتر والاكتئاب، فلا مانع من تناول حبوب Cebralex 10 mg التي تساعد في ضبط مستوى هرمون السيروتونين في الدم، وتحسين الحالة النفسية والمزاجية، حيث نبدأ بجرعة 10 ملغ لمدة شهر، ثم جرعة 20 ملغ لمدة 10 شهور، ثم جرعة 10 ملغ مرة أخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج.

مع ضرورة أخذ قسط كاف من النوم، لأن الجسم يفرز مواد مسكنة ليلاً أثناء النوم، تسمى الإندورفين (Endorphins)، وهي في الواقع مواد تشبه تأثير المورفين الطبي على جسم الإنسان (morphine-like chemicals) دون أن يكون لها مضاعفات جانبية، ولذلك ننصحك بالنوم ليلاً، والقيلولة لمدة ساعة أو أقل ظهراً، والاستيقاظ مبكراً، وسينعكس ذلك على حالتك الصحية العامة إن شاء الله.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر اسامة

    جزاك الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً