الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع التبلد وبرود التفكير، وعدم التفاعل مع الآخرين؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر ٢٤ سنة، أشكو من انعدام الاستجابة لأي مثيرات جنسية، حاولت التفاعل، قد أشعر برغبة جنسية عند التفكير أحياناً ولكن دون جدوى، جسدي لا يستجيب، مما دفعني لإلغاء خطبتي.

لا أستطيع التفاعل مع أي مثيرات حولي، أحس بالتبلد تماماً، تعرضت لعراك، لم أشعر بتدفق الأدرينالين، كأنني مستسلم، عندما أحاول مشاهدة مباراة لا أتفاعل معها، أشعر كأنني لا أرى شيئاً، وأشعر أنني مصاب بعسر المزاج.

قمت بعمل تحليل لهرمون التسيترون وكانت النتيجة ٤.٨، ذهبت لأطباء نفسيين أعطوني (ستاومين + سيسرين)، أصابني خوف شديد وقلق مع تناول الدوائين، فذهبت لطبيب آخر أعطاني (سبرالكس + ستلاسيل)، اختبرت نشاط جسدي مع السبرالكس دون تركيز، ولا أستطيع عمل شيء، فأصبحت أتحرك كثيراً، ثم أخذت دواء (أفسكور + دوجمالتيل + سبريكسا) لم أشعر بأي تحسن، لا أعرف ما هي حالتي، وما هو العلاج المناسب لي، وهل أحتاج لعلاج نفسي، أم أذهب لاختصاص آخر؟

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أخي: التجرد من المشاعر -خاصة المشاعر الجنسية- في بعض الأحيان يكونُ وسواسًا، وليس أكثر من ذلك، وفي أحيانٍ أخرى قد يكون دليلاً على وجود قلق اكتئابي بسيط، وفي أحيانٍ أخرى يكون هو مجرد مبالغة في الحيِّز التفكيري حول الشهوة الجنسية على وجه الخصوص.

أخي الكريم: العلاج هو أن تحسّ بجماليات الدنيا وما هو طيب فيها، وأنصحك نصيحة مفيدة، وهي: أن تمسح على رأس اليتيم، هذا -أخي الكريم- يولِّد مشاعر وجدانية كبيرة عند الإنسان، يُحسِّنُ تمامًا من العطف والتعاطف والمشاعر المشابهة له.

أخي: مارس الرياضة، الرياضة أيضًا تؤدي إلى الكثير من النتائج الجيدة في صحة الإنسان النفسية والجسدية، وكذلك الجنسية، احرص على الترتيب الغذائي الجيد والمتوازن، ولا تُراقب نفسك أبدًا فيما يتعلق بمشاعرك النفسية أو حتى الجنسية.

قطعًا إلغاؤك للخطوبة خطأ، والاستشعار الجنسي الصحيح يكون من خلال المثير المباشر وهو الزوجة، أما أن يُجرِّب الإنسان نفسه من خلال خيالات أو أمور غير مشروعة، في هذه الحالة من الأفضل ألَّا تأتيه أصلاً مشاعر جنسية، هذا أسلم -أخي الكريم-.

أرجو أن تخطو الخطوات السليمة، وأن تعالج نفسك من خلال التأمُّل والحضور الذهني، يمكن للطبيب النفسي أن يُدرِّبك على هذا، وهي وسيلة لصرف الانتباه عن مصدر القلق، ويمكنك أن تقرأ عنه أيضًا.

أيها -الفاضل الكريم-: في حالة وجود درجة من القلق الاكتئابي، أنا أعتقد أن الدواء الذي سوف يفيدك هو عقار (فالدوكسان)، كُتب عنه كثيرًا جدًّا في أنه يُحسِّنُ من المشاعر، ولا يجعلها في مرحلة الحيادية -كما تفعل الأدوية الأخرى مثل السبرالكس والإفكسور- وأقصد بذلك: أن الإنسان إذا كان مكتئبًا قد يزول عنه الاكتئاب من تناول الأدوية المذكورة، لكن لا ترتقي حالته وتكون أفضل ويستشعر الجميل، أي أن المشاعر قد أصبحت في حالة حياد.

الفالدوكسان حوله الكثير من الدراسات، يقال: إنه يُحسِّنُ من المزاج بصورة واضحة، وآثاره على الأداء الجنسي كلّها إيجابية، والدواء يتطلب أن يتم أخذه تحت الإشراف الطبي، لأنه من المفترض أن يتم إجراء فحص لوظائف الكبد قبل البداية في العلاج، ومن ثمَّ يتم فحص هذه الوظائف بعد ثلاثة أسابيع، أو ستة أسابيع، من تناول الفالدوكسان، السبب في ذلك أن حوالي 1.5 إلى 2.5% من الذين يتناولون الفالدوكسان، ربما يحدث لهم ارتفاع في أنزيمات الكبد، وفي هذه الحالة يتم التوقف عن الدواء، أرجو أن تكون متابعتك مع الطبيب النفسي، وليس مع متخصّص آخر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً