السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتوري العزيز، لا أريد أن أطيل عليكم.
أنا شابٌ في الرابعة والعشرين من عمري، جامعي، وأعزب، وأُعاني كثيرًا من الوحدة، إذ أني أعمل في منطقة بعيدة عن أسرتي، دخلي المادي ممتاز -ولله الحمد-، ولكن مشكلات أسرتي غير طبيعية؛ فوالدي ووالدتي شبه منفصلين، ومع ذلك يعيشان في المنزل نفسه مع إخوتي، ومن شدة حرصي عليهم، أُحاول جاهدًا تلبية جميع طلباتهم، رغم أنها شاقة أحيانًا، ووالدي -جزاه الله خيرًا- لا يُقصّر.
مشكلتي أنني أُعاني من فراغٍ عاطفيٍّ شديد؛ أحيانًا أشعر برغبة في احتضان أيّ شخصٍ أمامي، أنا إنسان عمليّ جدًا، وأُحبّ العمل، لكن هذا الفراغ العاطفي بدأ يؤثّر عليّ، إلى جانب مشكلات أهلي وإخواني، حتى إنني في بعض الأوقات أشعر بأنني على وشك الانفجار من شدة الضغوط النفسية، تعبت كثيرًا من هذا الوضع.
أنا -والحمد لله- أُصلّي وأسأل الله أن يُثبتني، ولكنّي لم أعد أستطيع التحمّل أكثر، كنتُ قد عانيت سابقًا من الاكتئاب، وتناولت دواء سبرالكس، ولكنّي لم أستمر عليه لأكثر من شهر، ثم تركته دون الرجوع إلى الطبيب، وكان ذلك قبل سنتين تقريبًا.
أما الآن، فحالتي غير طبيعية، أُعاني من اكتئاب وضغوط نفسية واجتماعية لا تُحتمل، كما أدمنتُ أحلام اليقظة، وأصبحت أبني عليها كل طموحاتي؛ لأنها –بصراحة– تُساعدني أحيانًا بشكلٍ إيجابي، لكنّي أُريد أن أستقر. أرجوك، ما هو الحل لمشكلاتي؟
مشكلتي الثانية: أنني بخيل جدًا على نفسي، ولا أُهنيها أبدًا، والعكس تمامًا مع إخواني وأخواتي؛ أُعطيهم ما يريدون، وأشعر بعد ذلك بالفرح لأنني ساعدتهم وأسعدتهم، لكنّي مُهمِلٌ في حقّ نفسي كثيرًا. أنا الآن أُعاني من الاكتئاب، وأصبحت أتعلّق بالناس من حولي بسبب الفراغ العاطفي الذي أشعر به، وأُبحر في أحلام اليقظة بشكل غير طبيعي؛ لأنها تمنحني إحساسًا بالرضا عن نفسي.
أُريد أن أعيش لنفسي ولإخوتي معًا، لا لهم فقط. أنا أحبهم أكثر من نفسي، هذا صحيح، ولكنّي أُريد أن أُحقق التوازن بيني وبينهم.
ودمتم بخير، وأستودعكم الله.